Half-Life صدرت في عام 1998 لتصبح أحد أكثر ألعاب جيل ثلاثيات الأبعاد الأول شهرة، فتميزت هذه اللعبة عن غيرها بطريقة اللعب السريعة والممتعة، والألغاز الشيقة، والقصة العميقة والغامضة، ومع أن الكثير ينتظر إكمال السلسلة الرائعة، فهناك الآخرين الذين يأملون العودة للجزء الأول وانعاش ذاكرتهم بها، Black Mesa Source هو الحل الذي طوره فريق كامل من عشاق ألعاب Valve والذين قاموا بالعمل على هذه النسخة المحدثة لمدة الثمان سنين السابقة، وكان عملهم يتمثل في صناعة لعبة Half-Life كاملة في محرك Source مع اضافة العديد من التحديثات عليها لربطها بالتكنولوجيا الجديدة، ولكن هل تفوقوا في اعادة Half-Life للصدارة ؟
لمن لم يقم منكم بلعب Half-Life الأصلية، دعونا نعطيكم نبذة عن قصة اللعبة ونفصل لكم طريقة لعبها، تدور وتتمحور قصة Half-Life حول الدكتور Gordon Freeman المتخصص في الفيزياء النظرية والذي وقع عقد مع معامل Black Mesa للعمل لديهم في اختبار بدلة الـH.E.V في اختبارات شديدة الخطورة، تبدأ اللعبة في أحد تلك الأيام ولكن باختلاف بسيط، التجربة التي تقوم بها تقوم بفتح ثقب بين الأرض وبين عالم آخر يدعى Xen أو “جسر العوالم” ويخرج من هذا الثقب مجموعة من الوحوش والتي تحاول غزو الأرض وعى الدكتور محاولة ايقافهم واستدعاء الجيش للمعمل باستعمال بدلته الواقية والعديد من الأسلحة التي يجدها في طريقه، طبعاً بالمرور عبر المعامل ومخاطرها تكتشف أن ليس كل شيء مثل ما يبدو عليه وأن النهاية ليست ما قد تتوقعه، للأسف هذه قصة اللعبة الأصلية والتي تستغرق ما بين 15 إلى 20 ساعة اعتماداً على سرعة لعبك، بينما هذه اللعبة تقف عند دخولك معمل “Lambda Sector” وتعطيك الرسالة “Awaiting New Data” مما يدل على أن الفريق لم يكمل تحويل اللعبة الأصلية تماماً وأنه عليك الإنتظار لحين يتم تطوير الجزء الأخير من اللعبة لاكمال القصة .
طريقة اللعب بسيطة جداً مقارنة بمعظم الألعاب الآن، التحرك بـWASD ويمكنك القفز والزحف وغير ذلك، ولكن بعكس الألعاب الحديثة، تقوم Black Mesa Source بالحفاظ على معظم أنظمة لعب Half-Life الأصلية، فمثلاً، لا يمكنك التصويب بالأسلحة ولا يمكنك قتال الأعداء يدوياً ويمكنك حمل جميع الأسلحة في آنٍ واحد، طبعاً العامل المميز في اللعبة هو البدلة الواقية التي بامكانها اسعافك وشحن طاقة الدرع الواقي حولك، اللعبة مليئة بالوحوش الصعبة وقد تجد بعض اللحظات التي عليك استعمال الرصاص فيها بدقة لتفادي نفاده مما يشكل نوع من الإثارة وخصوصاً عندما يكثر الأعداء، بالنسبة للأسلحة فهي تتدرج ما بين المسدس الفردي وإلى البنادق والقنابل والرشاشات ونظراً لعدم اكتمال اللعبة حتى الآن فلن تحظى لك الفرصة لترى الأسلحة الأخرى مثل مسدس الليزر أو مسدس الجلوون “Gluon Gun”، نفس الموقف ينطبق على الوحوش والتي لن ترى منها سوى أشهرها وهما “Headcrabs” و “Vortigans” واللذان ليسا سوى شيء بسيط من الوحوش الموجودة في Half-Life الأصلية.
من الناحيتين الجمالية والتقنية، رسوم اللعبة جميلة مقارنة بأجزاء Half-Life الصادرة سابقاً، مجرد أن ترى اللعبة لأول مرة وتقارنها بسابقها تتأكد أن الفريق قام بعمل رائع جداً في تحويل Half-Life الكلاسيكية إلى لعبة جديدة تماماً بتجديد جميع رسوم اللعبة إلى الجيل الحالي مع ابقاء روح وجو اللعبة الأصلية، ويمتد هذا التجديد إلى التقنية المستخدمة في تطوير اللعبة، النسخة الأخيرة من محرك Source تم استعمالها بشكل رائع في تطوير اللعبة فمنذ تبدأ اللعب لا تلاحظ أي مشاكل في السرعة أو التحكم وهذا شيء رائع بالنسبة لفريق عمل منفصل عن Valve وخصوصاً أنه تمت اضافة بعض البرمجيات الجديدة والتي تضمن عمل اللعبة بشكل شريع وسلس، طبعاً هذا لا يعني أن الفريق قام بنسخ Half-Life بشكل تام، فلو قارنت اللعبتين ستجد أنه تمت إضافة بعض المراحل الجديدة لضمان جزء من الإنفرادية للعبة وهذا يمتد إلى الموسيقى التصويرية والتي تم أخذ جزء منها من اللعبة الأصلية مع تطوير الجزء الآخر عند فريق العمل، الجيد أن المزج بين القديم والجديد هنا كان عملية شبه خفية ولا تتفاجئ كثيراً بالجديد إلا لو كنت تبحث عنه.
Black Mesa Source فعلاً تقوم بتشكيل العودة الحميدة لأحد أشهر وأفضل الألعاب المعروفة في تاريخ عالم الألعاب للصدارة، وللزيادة على ذلك فهي تقوم بتحسين أدائها كثيراً عن اللعبة الأصلية بالإضافة للتغيير قليلاً لإضافة عامل من المفاجأة للاعبين القدامى، للأسف هذه اللعبة الجميلة اختفت خلف طول فترة التصميم والتي مع طولها لم يتم فيها الفريق تصميم اللعبة كاملة وخصوصاً أن ما لم يتم تصميمه هو أهم جزء في اللعبة ولكننا نأمل أن ينتهوا من تصميمه خلال الأسابيع القادمة، يمكنكم الحصول على اللعبة في الموقع الرسمي مباشرة ودون أي رسوم، تأكدوا من أن Steam منصب على أجهزتكم واتبعوا التعليمات الموضحة على الموقع لضمان عمل هذه اللعبة الرائعة دون أي مشاكل تحد من متعة لعبها .
0 comments:
Post a Comment