من الفريق الذي قام بانتاج لعبة Modnation Racers الظريفة تأتينا لعبة جديدة جريئة ومليئة بالدماء والمتعة والإثارة، Sleeping Dogs هي لعبة تحدث عنها الجميع منذ زمن في إطار مشابهتها للعبة GTA الأخيرة، ولعبة Batman Arkham City، ما ربما لم ينتبه له الجميع هو فرصة اللعبة في إضافة شيء جديد في تركيبتها يجعلها في حد ذاتها مميزة، نحن هنا لنخبركم أن اللعبة نجحت في ذلك (إلى حد ما) .
Sleeping Dogs تبدأ بفقرة سينيمائية رائعة تعرفك فيها على بطل اللعبة “وي شين” الشرطي السري المكلف بالانضمام إلى عائلة المافيا الصينية المدعاة ” سن أون يي ” وفي البداية يُلفق الشرطة تهمة مزيفة لـ”وي” لتساعده للإنضمام للعصابة ويقوموا بملاحقته عبر منازل هونج كونج، في تلك اللحظة تكتشف إثارة اللعبة عندما تتعرف على ميكانيكية الركض والتي تستعملها في محاولة الهروب عن طريق تسلق المرتفعات والقفز عبر الطاولات والأسوار والسيارات وحتى المباني، طبعاً ليس الموضوع بالسهولة المتصورة، الركض يتم بالضغط على مفتاح الركض (Space لو كنت على الحاسب) وعليك الضغط عليه مرة أخرى مباشرة قبل القفز أو التسلق لتفادي الأصطدام بالحواجز مما يبقيك على سرعة تساعدك في الهروب من عدو أو اللحاق بآخر، بعد تلك المقدمة قد تصاب بالصدمة بعد أن تتعرف على العديد من الشخصيات المهمة في مسار اللعبة دفعة واحدة، في فترة واحدة تتعرف على “بيندرو” مدير الشرطة والذي يسعى لتدمير عصابة “سن أون يي”، والمحقق “رايموند” المخصص لمراقبة العملية، والمحققة “تينج” التي تقوم بمحاولة جاهدة في التغيير من وضع هونج كونج الإجرامي بدءاً من المجرمين الصغار، وهذه الشخصيات على طرف وشخصيات العصابة في طرف آخر، تتعرف على المهرب “جاكي” العامل للعصابة والذي كان صديق “شين” في مجمع الإسكان القديم عندما كانوا صغار، العديد من أطفال المجمع غير “جاكي” أصبحوا مجرمين أيضاً ومنهم “وينستون” و”دوق آيز” اللذان يديران العصابات الصغيرة، هذه الشخصيات لا تشكل سوى جزء بسيط من الشخصيات التي ستمر عليك في مسيرة المهمة الرئيسية والتي تدور في 20 ساعة بالإضافة لحوالي الأربع ساعات من المهمات الإضافية الصغيرة.
القصة أهم ما ستجده في اللعبة مما يحتم عليك الانتباه جيداً للأسماء والتركيز في ما يقوله الناس إليك لتخرج من اللعبة بأكبر كمية من المتعة، مع أن قصة اللعبة تبدأ بداية ضعيفة بعض الشيء ومع الوقت يتزايد الحماس حتى تنتهي نهاية شديدة المتعة والإثارة وتحاول التدليل على وجود جزءٍ ثانٍ بعض الشيء، إذا أخذت قصة Sleeping Dogs تحت المجهر تجدها قصة تحمل العديد من العبر حول العلاقات الأخوية الصادقة، المحبة، الخيانة و الولاء، كل هذه يتم استكشافها عبر العديد من المقاطع ذات الاخراج السينمائي الرائع لدرجة أنها في بعض اللحظات قد تثير مشاعرك ففيف مسار القصة قد تجد نفسك تشعر بالغضب والحزن وحتى السعادة في بعض الأحيان، ما يساعد في ذلك غير الإخراج هو أداء الأصوات الرائع، أدت الشركة عمل رائع في اختيار الأصوات للشخصيات، كل شخصية لها صوت يناسبها تماماً للدور الذي تؤديه، ربما الشيء الوحيد الذي يمنعك في بعض الأحيان من الانسجام مع اللعبة هو الرسوم والحركات.
الرسوم في Sleeping Dogs هي من أكبر ما يميزها عن ألعاب العالم المفتوح الأخرى مثل GTA و Just Cause، على عكس الطابع الاستوائي في Just Cause أو الشوارع النظامية وناطحات السحاب في GTA، عالم Sleeping Dogs مليء بالألوان الزاهية التي تلاحقك في كل مكان سواء كانت في ملابس الناس المتنوعة أو ملايين لوحات النيون حولك في الشوارع وحتى في طلاء سيارات السباق التي تجدها في تجمعات خاصة بين الحين والآخر، وليس هذا فقط فقد تجد طبيعة هونج كونج في مناطق أخرى وبشتى الطرق، اذا نزلت إلى الشاطئ تجد الناس تقوم بطقوس اليوجا، ولو توجهت إلى الأسواق في الأحياء الفقيرة تجد البائعين يعرضون سلعهم في الطريق العام ويصارخون بأعلى الأصوات، أما الشوارع، فهونج كونج مليئة بالحارات الضيقة والمليئة بالقمامة والحشرات ويمكنك المرور عبرها بالسيارات لاختصار الوقت، مع كل هذا قد تشعر أن هونج كونج صغيرة بعض الشيء، هذا يرجع لكونها جزيرة، اذا أردت التعرف على هونج كونج حقاً عليك ركوب أحد القوارب السريعة التي تملأ المرافئ والتجول حول الجزيرة لتراها في قمة جمالها عندما يلاعب نور الشمس مبانيها وتنكسر الأمواج على شواطئها، كل هذه الصفات تجعل اللعبة ذات طابع خاص يحثك على استكشاف كل ما فيها ويجعلك تغض النظر عن الأحيان البسيطة التي لا تبدو الرسوم فيها بالمستوى القوي الذي نعيشه في يومنا الآن مثل عندما تجد عدد من أعدائك لديهم نفس الشكل ورسومهم ضعيفة، أو عندما لا تظهر الشخصيات بالشكل الصحيح بسبب أخطاء تقنية، المشكلة الحقيقية والتي ربما لا تعجز عن التفكير بها هي الحركات، قد تفاجئ بأن أهم مواقف اللعبة تشدك بواقعيتها وإخراجها الرائع لمجرد أن تتحطم بسبب حركات الشخصيات البطيئة والخشبية والتي تجعلهم في بعض الأحيان مثل الدمى، طبعاً هذا لا يعني أن هذه المشكلة موجودة طوال الوقت، أحسن ما تجد عليه الحركات هو حين القتال، فمن الواضح أن الشركة بذلت جهداً كبيراً في تصميم الحركات وتوقيتها لتجعل وقت القتال اليدوي أمتع لحظات اللعبة، لكن في غالب الأحيان ستجد أن حركة الشفائف لا تماشي كلام الشخصيات وأن حركاتهم بطيئة ومشدودة في بعض الأوقات.
وبالحديث عن تظام القتال نتطرق لقتال الكونغ فو الذي يغلب في اللعبة كثيراً عن القتال بالأسلحة، وأحسنت الشركة تفسير ذلك بقول رئيس الشرطة في أحد اللحظات بأن هونج كونغ لا تتوفر الأسلحة فيها بنفس الكثرة والحرية التي تتوفر بها في الولايات المتحدة، من لعب منكم Batman Arkham City ورأى اللعبة أكيد لاحظ أنها استوحت نظام القتال منها مع اضافة بعض الحركات الخاصة، عندما يتجمع عليك الأعداء كل ما عليك فعله هو الصبر حتى يقوم أحدهم بإلقاء الضربة الأولى، في تلك اللحظة يظهر حوله نور أحمر يشير إليك بوقت صد الضربة، لو أسرعت بالرد تمكنت من صد الضربة والانهيال بالضربات على عدوك، في البداية تتسلح ببعض الضربات البسيطة ومع مرور الوقت واكتسابك الخبرة تتعلم المزيد من الحركات حتى تصبح قادر على الركل في الهواء، عرقلة الأعداء، ورميهم من فوق أسطح المباني، ما يميز القتال هنا عن Batman هو بشاعة الحركات والتي لا تكتفي بفصل مرفق أو كسر رجل بل وتتعدى إلى امساكك بالأعداء والدفع بهم إلى مختلف الأدوات حولك لقتلهم بطرق مبتكرة تتنوع ما بين رميهم في أكشاك التيليفونات وحرق وجوههم على الأفران، وزد على ذلك نظام Face Time الذي يعمل بعد ضربك العديد من الأعداء دون الاصابة والذي يجعلك مثير للرهبة وقادر على اخافة الأعداء منك لتصبح أقوى منهم بشتى الطرق سواء أصبحت صعب التأثر من ضرباتهم أو قادر على ضربهم دون أي مقاومة منهم، وهذه نقطة جيدة للحديث عنها، هناك ثلاث أنواع من الأعداء، ضعفاء لا يمكنهم صد ضرباتك ولكن يأتوك بمختلف الأعداد، أقوياء قادرين على صد ضرباتك ودفعك بعيداً عنهم، وهناك شديدي القوة القادرين على الإمساك بك دون منحك فرصة المقاومة، لكل منهم شكله المميز لتستطيع التفرقة، المهم هو الحذر من شديدي القوة بسبب امكانيتهم في منع حركتك ليقوم الآخرين بالتجمع حولك وركلك حتى الموت، القتال اليدوي ممتع للغاية في معظم الأحيان ولا يصبح ممل سوى في بعض اللحظات التي يتم ارسال فيها موجة خلف موجة من الأعداء دون فاصل قصصي بينهم مما يحتم عليك الانتظار طويلاً بين مجموعة كبيرة من المقاتلين حتى تنتهي منهم تماماً دون أن يقضوا عليك، هذا لا يمنع أن التحدي شيء جيد جداً في لعبة مثل هذه، فالشركة أجادت جداً التنويع بين الصعوبات، فما أن تنتهي من قتال مجموعة ضعفاء حتى تجد نفسك محاصر بين عمالقة يجعلوك تشد أعصابك في محاولة للنجاة منهم دون أي اصابات عميقة، بعد القتال اليدوي ستتعرف على القتال بالأسلحة والذي يعتمد على اختيائك خلف الحمايات وقتل الأعداء، زفي بعض الأحيان يتعدى ذلك ببراعة، أحسنت الشركة في استيحاء عامل الأسلحة من السينما الصينية، لو كنت من محبي السرعة فستعجبك حركة التصوير البطيء التي تتم بعد قفزك عبر الحواجز والتي ستجد نفسك تقوم بها في العديد من اللحظات لتساعدك على هزيمة الأعداء، المشكلة الوحيدة أن الأسلحة لا تتنوع إلى ما بين أربعة أنواع (فرد ،رشاش، بندقية، وقاذف قنابل) بينما القتال اليدوي قد تحمل فيه السكاكين والسواطير وحتى الشنط وأكياس القمامة لتضرب بها عدوك، صحيح أن المسدسات في هونج كونج قليلة ولكن هذا لا يعني أن هناك أربع أنواع من الأسلحة في البلد كافة، هذا لا يمنع أن اللعبة مصممة خصيصاً للمقاتلات الممتعة والتي لا تمل منها إلا في أحيان قليلة جداً تجد فيها مشاكل تقنية مثل بطء الإستجابة لحركاتك أو حتى تجمد الحركة تماماً.
ربما آخر ما نتكلم عنه في هذا اللعبة الرائعة هي المهمات الجانبية والتي قد يتراوح زمنها مجموعة أربع ساعات، وتمتد ما بين سباقات السيارات المحظورة، ضبط المجرمين في أعمالهم عبر كاميرات المراقبة، وحتى لعب القمار مع رجال العصابات في سفن في عرض البحر أو المراهنة على قتال الديوك، أتقنت الشركة جداً تصوير هونج كونج في اللعبة، كل ما يمكنك فعله في المدينة الحقيقية يمكنك فعله هنا، كمثال، يمكنك بعد فترة الذهاب إلى أكبر معارض السيارات وشراء سيارة جديدة تليق بمستواك ثم الذهاب بها إلى أفخم محال الملابس لشراء بدلة رائعة، وبعد ذلك يمكنك التجول في المدينة بحثاً عن بقالة لشراء الطعام أو الشراب منها(هذه الحركة مفيدة جداً وخصوصاً قبل المهمات لأنها تزيد من صحتك وقوتك)، وأخيراً يمكنك الذهاب إلى النادي للغناء على “الكاريوكي” لمحاولة الحصول على أعلى مستوى، أما لو كنت من مغرمي السيارات، يمكنك شراء سيارة سباق والذهاب بها إلى تجمع متسابقين للتسابق معهم، هناك الكثير غير ذلك ونترك لكم مهمة التعرف عليها، ولكن تكمن المشكلة أنها ليست بنفس الإتقان الذي قامت به GTA مثلاً، إذا كان هناك شيء كنت تتمنى فعله فهو الاتصال على أصحابك والخروج معهم إلى المطاعم والملاعب والحصول منهم على معاملة خاصة عندما تصبح عزيزاً عليهم، ولكن للأسف لم يتم اضافة هذه الحركة في اللعبة، لكن بالتأكيد تم التعويض عنها عن طريق الـMini-Games، خلال مرورك في اللعبة سوف تقوم بالعديد من هذه مثل فتح الأقفال والتي قد تعتبر أصعبها وأسخفها، في أحيان أخرى ستقوم بالتسلل لزرع أجهزة تنصت وفتح خزائن وحتى اختراق كاميرات المراقبة.
Sleeping Dogs لعبة شابهها الكثير بـGTA ولم يحاولوا البحث فيها عما يجعلها فريدة من نوعها، لو لعبت اللعبة كاملة فبالتأكيد تطمأنت إلى أنها لعبة مميزة عن غيرها ذوات العالم المفتوح، اذا أردت يوماً التجول في هونج كونج ما عليك سوى تشغيل Sleeping Dogs والتجول في عالمها الرائع والاستمتاع بألحانها الشرقية الهادئة، إنها حقاً لعبة رائعة ونأمل لها النجاح وربما حتى صدور جزءٍ ثانٍ في وقت لاحق. (اذا كنت لم تشتر Sleeping Dogs حتى الآن فهي بسعر 60 دولار على الحاسب الشخصي، PS3، وXBox360، ونأمل لك الاستمتاع بلعبها جداً .